حفظ اللسان
* عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (نجاة المؤمن في حفظ لسانه)(1).
* عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (قلت أربعاً أنزل الله تصديقي بها في كتابه قلت: المرء مخبوءٌ تحت لسانه فإذا تكلم ظهر فأنزل الله تعالى (ولتعرفنّهم في لحن القول)، ...)(2).
* عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (لا يزال العبد المؤمن يكتب محسناً مادام ساكتاً، فإذا تكلم كتب محسناً أو مسيئاً)(3).
* عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) قال: (حق اللسان إكرامه عن الخنا(4)، وتعويده الخير وترك الفضول التي لا فائدة لها، والبر للناس، وحسن القول فيهم)(5).
التفكر في الكلام
* عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (والذي نفسي بيده ما أنفق الناس من نفقة أحبُّ من قول الخير)(6).
* عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: (ألا وقولوا خيراً تُعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله)(7).
* عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قال: (قلب الأحمق في فمه وفم الحكيم في قلبه)(8).
* عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: (القول الحسن يثري المال وينمي الرزق وينسي في الأجل ويحبب إلى الأهل ويدخل الجنة)(9).
الرفق واللاعنف
* عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ما اصطحب اثنان إلاّ كان أعظمهما أجراً عند الله تعالى وأحبهما عند الله تعالى أرفقهما بصاحبه)(10).
* عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: (إن الله عز وجل رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف)(11).
من كتاب لأمير المؤمنين (عليه السلام) لبعض عماله: (واخلط الشدة بضغث من الليّن، وارفق ما كان الرفق أرفق)(12).
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: (من كان رفيقاً في أمره نال ما يريد من الناس)(13).
صفح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن أبي سفيان
قصة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أبي سفيان كانت هكذا أيضاً، أبو سفيان الذي كان في حالة حرب مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لمدة عشرين سنة، وبواسطة أبي سفيان وأتباعه استشهدت بنت وحفيدة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واستشهد عمه الحمزة (رضوان الله تعالى عليه)، أيضاً كان له الدور الأساسي في تربية مخالفين النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، مثلاً أحد أسباب عداء أبي لهب ـ عم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ للنبي كان بتأثير زوجته أم جميل بنت صخر، وكانت تؤذي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كثيراً جداً إلى درجة أنها تملأ عباءتها من الأشواك الحادة والعاقول المدبب وتلقيه في طريق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مساءً عندما يذهب إلى المسجد الحرام وكم دخلت من هذه الأشواك والعاقول في قدمي النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المباركتين، وأُدميا بسبب فعل أم جميل هذه، حيث يذكرها الله تعالى في القرآن بالسوء في سورة المسد فيقول: (وامرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد)(14).
وعندما دخل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مكة فاتحاً خاطب أبا سفيان بكلام جميل ولين حيث قال: (أما آنَ أن تشهد أن لا إله إلاّ الله) فقال أبو سفيان: ما أحلمك يا محمد؟
ثم سأل أبو سفيان: (ما أصنع بلات ومنى؟).
وكان عمر حاضراً فثارت عصبيته وأراد أن يبطش به وقال ائذن لي يا رسول الله في قطع رأسه.
فقال أبو سفيان لعمر: كم أنت سيئ الكلام؟ وما الذي جعلك تلقي البغضاء بيني وبين ابن عمي ـ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ ؟
فأعاد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) على أبي سفيان: (أما آن أن تشهد أن لا إله إلا الله؟).
وأخيراً تحت ضغط العباس وأصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أسلم أبو سفيان ظاهرياً، وقبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هذا الإسلام الظاهري من أبي سفيان(15) أيضاً ولم يقابله بأي شيء سوى الرفق والإحسان إليه.
أمير المؤمنين (عليه السلام) بين الناس
في زمن حكومة الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وخلافته الظاهرية كان (عليه السلام) يصل إلى جميع أمور الناس ويلبي احتياجاتهم حتى أنه (عليه السلام) يمرّ على السوق ويطّلع على ما يجري فيه بنفسه، ويحل المشكلات التي تعترضهم في أكثر المجالات..
ذات يوم كان أمير المؤمنين في سوق التمارين فرأى فتاة واقفة على جانب السوق وتبكي فتقدم (عليه السلام) وسألها عن سبب بكائها، فقالت: إنني أمة لرجل أعطاني درهماً لأشتري له به تمراً فاشتريت من هذا الرجل ـ وأشارت إلى بائع التمر ـ وذهبت إلى المنزل فلم يستحسنه مولاي وأمرني بردّه وهذا البائع لم يقبل بردّه وأنا حائرة في أمري لا أدري ماذا أصنع؟
عند ذلك تقدم الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى التمّار وقال له: هذه أمة وليس اختيارها بيدها خذ منها التمر ورّد عليها درهمها، عندما سمع البائع ذلك قام من مكانه غاضباً وأخذ بتلابيب الإمام (عليه السلام) ودفعه بعنف وقال ما أنت والتدخل فيما بين الناس!؟
ولما رأى الناس ذلك وكانوا يعرفون الإمام قالوا للبائع وهم يزجرونه: ماذا تفعل ثكلتك أمك إنّه أمير المؤمنين؟
عندما أدرك البائع أنه قام بذلك مع أمير المؤمنين اضطرب وخاف وراح يعتذر إلى الإمام ويطلب منه العفو والصفح وعندما قال له الإمام (عليه السلام): لا بأس عليك ولكن أصلح أخلاقك وتعامل مع الناس بلين ورفق ولا تعنّفهم أو تتعامل معهم هكذا كما رأيت منك اليوم.
وروي أن أمير المؤمنين (عليه السلام) ولّى أبا الأسود الدؤلي القضاء ثم عزله فقال له أبو الأسود: لِم عزلتني وما خنت ولا جنيت؟
فقال (عليه السلام): (إني رأيت كلامك يعلو كلام خصمك)(16).
وجاء في نهج البلاغة من كلام لأمير المؤمنين (عليه السلام) في ذم الحقد:
1 ـ الحقد خلق دنيء ومرض مردي.
2 ـ الحقد من طبائع الأشرار.
3 ـ أشد القلوب غلاً قلب الحقود.
4 ـ من أطرح الحقد استراح قلبه ولُبه.
5 ـ رأس العيوب الحقد(17).
الإمام السجاد (عليه السلام) ليّن الكلام
سبَّ أحد الأشخاص الإمام السجاد (عليه السلام)، فلم يعتن به الإمام (عليه السلام)، فعاد على الإمام السباب في المرة الثانية، فلم يعتن الإمام به أيضاً، وفي المرة الثالثة كذلك سبّ الإمام وقال: (إياك أعني) فأجابه الإمام (عليه السلام): (وعنك أُغضي) فموقف الإمام (عليه السلام) جداً مهم وهو يعلمنا ويرشدنا إلى أسلوب ناجح في معاملة الناس بحيث يقابل هذا الشخص العنيف وحدّته بإغضائه ولين كلامه ورفقه فيقول: (وعنك أُغضي) بكل رفق ولطف وهدوء فيبدّل عنفه ليناً ورفقاً وأشواكه أوراداً وأزهاراً لا يصدر عنها إلاّ العطر الفوّاح والأريج الهادئ المنعش.