قصيدة للسيد حيدر الحلي يخاطب فيها الإمام المهدي(ع)
مَاتَ التصبُّرُ في انتظارك أيُّهَا المُحيِـي الشَّريعَـة"
"فَانهَض فَما أبقى التحمُّل غيـرَ أحشـاءٍ جَزُوعَـة "
"قد مَزَّقت ثوبَ الأسى وشَكَـت لواصِلِهـا القطيعَـة"
"فالسيف إنَّ بِهِ شفـاء قلـوبِ شِيعَتِـكَ الوَجيعَـة "
"فَسواه منهم ليس يُنعش هـذه النفـس الصريعَـة "
"طالَت حِبال عواتـق فمتـى تكـون بـه قطيعَـة "
"كم ذا القعود ودينُكـم هُدمـت قواعـدُهُ الرَّفيعَـة "
"تنعى الفروعُ أصولَـه وأصولُـهُ تنعـى فروعَـه"
"فيه تَحَكَّـم مـن أبـاح اليـوم حوزتَـهُ المنيعَـة "
"من لو بقِيمَة قدره غاليـتُ مـا سَـاوى رجيعـة "
"فاشحَذ شبا عضـب لـه الأرواحُ مذعنـةٌ مطيعَـة"
"أن يَدعُهَـا خَفَّـت لدعوَتـه وإن ثَقُلَـت سريعَـة "
"واطلب به بدم القتيل بكربـلا فـي خيـر شِيعَـة "
"ماذا يُهيجُك إن صَبرتَ لِوقعَـةِ الطـفِّ الفضيعَـة "
"أتُرى تجيءُ فجيعة بأَمَـضِّ مـن تلـك الفجيعَـة "
"حيث الحسين على الثرى خيل العدى طَحَنَت ضُلوعَه"
"قَتَلَتـهُ آلُ أميـة ظـامٍ إلـى جنـبِ الشريـعَـة "
"ورضيعُه بدم الوريد مخضَّـبٌ فاطلُـب رضيعَـه "
"وَا غيـرةَ اللهِ اهتفـي بحمِيَّـة الديـن المنيـعَـة "
"وضبا انتقامك جرِّدِي لطـلا ذوي البغـيِ التليعَـة"
"وَدَعي جنـودَ اللهِ تمـلأُ هـذه الأرض الوسيعَـة "
"واستأصلي حتى الرضيع لآل حـرب والرضيعَـة"
"ما ذنبُ أهل البيت حتـى منهـم أَخلَـوا رُبُوعَـه "
"تركوهُـمُ شَتَّـى مصائبهـم وأَجمَعُهـا فضيعَـة "
"فَمُغَيَّبٌ كالبـدر ترتقـب الـورى شوقـاً طلوعـه"
"ومُكَابِـدٍ للسَّـمِ قـد سُقِيَـت حشاشتَـهُ نقيـعَـه "
"ومُضَرَّجٌ بالسيف آثَـرَ عـزَّهُ وأَبَـى خُضوعَـه "
"ألفى بمشرعة الرَّدَى فخراً على ظلمـاء شروعَـه "
"فقضى كما اشتهت الحميَّةُ تشكـر الهيجـا صنيعَـه"
"ومُصَفَّـدٌ لله سَلَّـمَ أمـرَ مـا قَاسَـى جميـعَـه "
"فَلِقَسـرِهِ لـم تَلـقَ لـولا الله كفـاً مستطيـعَـة "
"وَسَبِيَّـةٌ باتَـت بأفعـى الهَـمِّ مهجتُهـا لَسِيـعَـة"
سُلِبَت وما سُلِبَـت مَحَامِـدَ عزِّهـا الغُـرِّ البديعَـة
فَلتَغـدُ أَخبِيَـةُ الخـدورِ تُطيـحُ أعمدَهَـا الرفيعَـة
ولتُبدِ حاسـرةً عـن الوجـه الشريفـة كالرضيعَـة
فأرى كريمـةَ مـن يُـوَاري الخـدرَ آمنـةً منيعَـة
وكرائـمُ التنزيـل بيـن أميـة بـرزت مَـرُوعَـة
تدعو ومن تدعـو وتلـك كُفَـاةُ دعوتِهـا صريعَـة
واهـاً عرانيـن العلـى عـادت أنوفُكُـمُ جذيـعَـة
ما هزَّ أضلُعِكُـم حِـداءَ القـوم بالعيـس الضَّليعَـة
حُمِلت وَدائِعِكُم إلى مَن ليـسَ يَعـرفُ مـا الوَدِيعَـة