بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة وبركاته
إن النص الصحيح للرواية التي أشرتم اليها في كتاب (الارشاد) هو:
((روي المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله (عليه السلام), قال: (يخرج القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرين رجلا, خمسة عشر من قوم موسى عليه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون, وسبعة من أهل الكهف, ويوشع بن نون, وسلمان, وأبا دجانة الأنصاري, والمقداد, ومالكاً الاشتر, فيكونون بين يديه أنصاراً وحكاما) )) (الارشاد,2 , 386-تفسير العياشي2 ,32 ,90-بحار,53 ,90 ,95).
تشير هذه الرواية الى رجعة بعض الانبياء والصلحاء الى هذه الدنيا عند ظهور الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) حتى يكونوا أنصاراً له وحكاماً على الناس بأذنه , وبينت هذه الرواية بأن بعض هؤلاء الراجعين كانوا يتبعون أدياناً اخرى غير الاسلام في زمان حياتهم, ولايخفى انهم كانوا ملزمين باتباع تلك الاديان لأنهم كانوا يعيشون قبل ظهور الاسلام وكانوا في دينهم وايمانهم من الكمّل في زمانهم, فقد بينت الرواية بأنهم كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون مشيرا الى قوله تعالى: (( وَمن قَوم موسَى أمَّةٌ يَهدونَ بالحَقّ وَبه يَعدلونَ )) (الاعراف:159).
وقد روي عن الامام الصداق (عليه السلام): (إن الرجعة ليست بعامّة وهي خاصّة لا يرجع الاّ من محّض الايمان محضاً أو محّض الشرك محضاً) (بحار الانوار53, 39), ومن ناحية أخرى لا تبيّن الرواية بقاء هؤلاء الاصحاب على دينهم السابق بعد الرجعة فلا يصح الاستدلال بهذه الرواية على الادعاء المذكور في السؤال.
من جهة أخرى لايعقل أن يكون أصحاب الامام (عليه السلام) اتباعاً لدين غير دينه لغير دينه, لأنهم رجعوا الى هذه الدنيا بقدرة إلهيّة حتى يكونوا أنصاراً له وحكاماً على الناس باذنه، وهذا لا يتناسب مع التزامهم بأديان أخرى غير دين امامهم وقائدهم بل تشير الروايات بأن الانبياء الذين يرجعون للدنيا لنصره الامام (عليه السلام) سيتبعونه في الدين, مثل عيسى بن مريم (عليه السلام) الذي يصلّي خلف الامام (عليه السلام), فقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث قدسي طويل في النص على الائمة (عليهم السلام), يقول فيه: (وآخر رجل منهم يصلّي خلفه عيسى بن مريم) (كمال الدين:1/251-الايقاظ من الهجعة 301)،
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (كيف تهلك افمة أنا أولها واثناعشر من بعدي من السعداء اولي الألباب, والمسيح بن مريم آخرها) (الايقاظ من الهجعة344-كفاية الأثر230-وعنه في البحار63 ,383 ,4).
ودمتم في رعاية الله