علامة آقتراب القيامة ..
إن أحد دلائل قيام القيامة وشروطها هو بعثـة خاتم الأنبياء محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآلـه
والدليل الآخر هو بلوغ آخر الزمّان لذا فإننا اليوم نعيش في زمن لم يبق فيه شيء من عمر الدنيا إلاّ اليسير وقد باتت القيامة على الأبواب تطرقها
وفي الحديث الذي ورد في تفسير روح البيان (( إن الله جعل الدنيا كُلَّها قليلاً )) فما بقي منها قليلٌ من قليلٍ ومِثْلُ ما بقي مِثْلُ الثعب ( أي الغدير ) شُرِبَ صفوُه وبقي كَدْرُه ..
فعمر الدنيا قصيرٌ ضئيل بالنسبة للآخـرة ,, حتى أن يوم القيامة يعادل خمسين ألف سنة من سنين الحياة الدنيا
قال عز من قائل (( في يومٍ كان مقدارُهُ خمسين ألف سنة ))
إذن على الإنسان أن يهيئ نفسه ويستعد لمثل هذا اليوم الخطير لئلا يقع فجأةً وهو غير مُعدًّ له , والله سبحانه وتعالى يشير إلى ذلـك في كثير من آياته الحكيمة , ولعل ذلـك واضح في سورة يس الشريفة عندالإشارة إلى أن القيامة قد تقوم والبعض منا لمـ يُدرك الوصية أو يتومن من بلوغ منزله ومـأواه وأهله
قال المولى عزّوجلّ (( ماينظرون إلاّ صيحةً واحدةً تأخذهم وهم يخصّمون , فلا يستطيعون توصية ولا إلى إهلهم يرجعون ))
وكذلـك قول رسول الله أبا الــزهراء صلى الله عليه وآلـه (( إنني حين أُغمِض عيناي لا أحسب أني فاتحُها ))
وكذلك في وصيتـهُ لإبي ذر قال .. (( حينما تصبح يا أبا ذر فلا تحسب أنك مّمسٍ ليلـك ))
وليس هذا بغريب عنـا فمن مثلِهِ الكثير نشاهدُه في أيام حياتنا ., فقد يذهب أحدنا إلى السوق أو إلى عمله فيخرج من بيته وإذا بخروجه هذا خــروج أبدي وإن عادّ فجثمانّ يحملُه الناس على الأكتاف يتقدمهم منادٍ ينادي
(( هو الباقي )) . لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ..
لذلـك علينا أغتنام الفرصة ونستفيد منها في القيام ليــلاً وأداء بضع ركعات وسجدات طـــويلة لله ننال بها الثواب والرضا الإلهـي عنا
قبل فوات الأوان عندما لا يسعنى القيام بذلـك عند الموت
وهذا شهر الله ونحن في ضيافة المولى فالنستفيد من هذا الشهر الفضيل بالصلاة الدعاء وتلاوة الكتاب والصدقة وغيرهــا
فـإسإل الله بنية صافية وقلوب صادقة أن يوفقنـا وآياكم لصيامــه وتلاوة كتابه