انتهى الكلاسيكو وترك وراءه الكثير... ترك أفراحاً وفخراً لدى البرشلونيين...وترك جراحاً وألماً وبقايا أمل لدى المدريديين .. خرج مورينيو وأعلن أن الحرب مستمرة لكن الكلاسيكو انتهى ... وهنا أكتب عن أهم الدروس المستفادة من هذا الكلاسيكو.
1- حتى أفضل المدربين يرتكبون الأخطاء:
يوم أمس كان لقرارات مورينيو باللعب بخط دفاعي متقدم وإرسال رونالدو إلى اليمين في البداية أكبر الأثر على النتيجة الكبيرة ، لكن هذا لا يعني أن مورينيو ليس بالمدرب العظيم لكنه يعني أن الكبار يرتكبون أخطاء قاتلة ويجب الإشارة إليها إن حصلت فليس هناك من لا يسهو ومن لا يخطىء في جنسنا البشري.
2- غوارديولا يختلف عمن سبقوه في تدريب برشلونة:
يوم أمس وخلال الأسبوعين الأخيرين كذلك شاهدنا أداءً تصاعدياً لبرشلونة ، هذا الأداء التصاعدي أنقذ برشلونة من البداية السيئة والتي أعادت إلى الأذهان انهيار برشلونة في الماضي في حقبة كرويف ثم في حقبة رايكارد لكن غوارديولا نجح في الخروج من الأزمة هذه وأعاد برشلونة للقمة ... هنا نذكر كلمات مورينيو حول توقيع عقد مدته خمسين سنة مع غوارديولا وهو أمر يبدو أن غوارديولا يستحقه لأنه يعلم تفاصيل بيت برشلونة بكل ما فيه.
3- بنزيما ليس من طينة مدريد:
قد ينجح مع ليون وقد ينجح مع فرق أخرى كبرى لكن من الواضح أنه لن يناسب ريال مدريد ، فيه من الكسل ما يغيظ كل متابع لكرة القدم ولو كان مشجعاً لبرشلونة ... من الواضح أن على الريال التفكير بسوق انتقالات شتوية تختص بمهاجم قادر على اللعب في دوري الأبطال وأهم الأسماء الموجودة طبعاً إدين دجيكو نجم فولفسبورغ الألماني.
4- لو عادت التيكي تاكا ... عادت الخماسيات:
ما افتقره برشلونة حقاً في الفترة الأخيرة ليس مستوى الأفراد وإنما كرة التيكي تاكا القائمة على التمريرات القصيرة والسريعة والممزوجة مع بعض المهارات الفردية ، برشلونة استعاد هذه الكرة مؤخراً فقط فكانت النتيجة سحق فياريال وبانثينياكوس والميريا وريال مدريد .... لم يستطع أحد توقيف التيكي تاكا عندما تدور رحاها بما في ذلك مورينيو الذي لم يواجهها في الموسم الماضي لأن الفريق لم يكن في قمة مستواه.
5- شكوك حول قيمة إيكر كاسياس:
كنت دوماً من الرافضين للقول بأن كاسياس هو أفضل حارس في العالم لكنني كنت أقول أنه حارس ممتاز دوماً ، يوم أمس تأكدت أكثر من موقفي هذا الذي يؤيدني أفضل المحللين والإعلاميين الذين قابلتهم وبعضهم يذهب لكلمات قد لا تعجب جماهير الريال بقوله " هو حارس مبالغ بقيمته"....لو كانت هناك أسماء أخرى في حراسة المرمى يوم أمس صدقوني لما كانت خماسية فلو كان بوفون "ما قبل الإصابة" أو فان در سار أو جوليو سيزار "قبل الإصابة أيضاً" ولو استذكرنا أوليفر كان لما رأينا الهدف الأول والثاني يدخل الشباك ... وتبقى هذه وجهة نظر!
في النهاية يجب أن أعترف بأنني ما زلت منبهراً بطريقة خروج مورينيو الراقية والرائعة بعد المباراة وأعلن استمرار الحرب بعمق فلسفي جميل حيث قال " عندما تنتصر تستطيع أن تبكي فرحاً لكن عندما تخسر فعليك نسيان البكاء والتركيز على العمل"...كما أن علي أن أعترف بأنني ما زلت منبهراً بكرة برشلونة يوم أمس وروحه القتالية المميزة لقهر من هدد عرشهم وأن أعترف بأن مؤتمر صحفي بيب غوارديولا كان فيه من التواضع ما يجعلك ترفع القبعة له احتراماً.